
السيد الصافي يؤكد على أهمية الإرشاد التربوي في العملية التعليمية
السيد الصافي يؤكد على أهمية الإرشاد التربوي في العملية التعليمية
أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي، على أهمية دور المرشد التربوي في العملية التعليمية.
جاء ذلك في كلمة لسماحته في ملتقى العميد للإرشاد التربوي الثاني الذي يقيمه قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، بحضور عدد من مسؤوليها والملاكات التعليمية والتربوية، إن هذا الملتقى الذي يراد منه أن يصل إلى أفضل ما يمكن من المستوى التربوي والإداري في المسيرة التعليمية الكبيرة التي يضطلع بها هذا القسم، وفي هذا المكان (المجموعة التعليمية) قد آلت على نفسها إلا أن نستثمرها استثمارًا حقيقيا في نشاطات العتبة المقدسة.
وقال سماحته، لا بد من إيضاح أمر حول مسألة الإدارة.. انها فن من الفنون لا يقف عند المستوى النظري في علومها، فممكن أن نحفظ كتابًا في علم الإدارة ونقرأه بشكل جيد ونختبر به الآخرين وقد يكسبوا درجات عالية، لكن هذا لا يجعل ممن حقق النجاح مديرًا حقيقيًّا، فإنّ الإدارة لا تقف عند الجانب النظري وهي من العلوم التي لا تشبه العلوم الرياضية، ففي تطبيقها لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة عند المدير، بشرط أن تكون قابلة للتطبيق، أي لا تكون رؤية الشخص الحالم أو لها أبعاد لا تتوفر الإمكانات لها.
موضحاً، أي أن تكون هناك رؤية قابلة للتطبيق، ومن جملة تسهيل قضية التطبيق هي وجود الفريق المنسجم الذي يستطيع أن يحقق هذه الرؤية، بعبارة أخرى أن يكون البيت الداخلي للمؤسسة المراد إدارتها متماسكًا وقويًا، حتى يسهل تطبيق هذه الرؤية أو تلك، مبيناً إن الجو التعليمي قد تؤشر فيه قضية الإخفاق -لا قدر الله- بشكل أكثر من غيره، لأن مادته صياغة سلوك وعلم البشر، وهي ليست من المهام السهلة، بل هي مهمة صعبة وهي ضمن مهام مشروع الأنبياء (سلام الله عليهم).
واشار الى، ان هذه الصياغة عندما يضطلع بها الأنبياء لابد أن تكون الرؤية واضحة جدًّا لديهم (سلام الله عليهم)، معززة بالمدد الإلهي على نحو المادة والأسلوب، وجميع أصحاب المشروع يركزون على نقطتين مهمتين: مسألة المادة التي يمكن أن نعطيها للآخرين، والأسلوب الذي نوصل به المادة للآخرين.
واستطرده حديثه قائلاً، هناك جنبتان مهمتان قد لا تلازم بينهما، بمعنى قد نستطيع أن نوفر المادة لكننا لا نستطيع أن نوفر الأسلوب لإيصال هذه المادة، وتلك مهمة المعلم بالمعنى العام وهي مهمة شاقة، لكنها مهمة ذات لذة نفسية، ونافعة جدًّا ولها علاقة في تربية المجتمع، لذلك فإنّ هذا الملتقى يمكن أن يأخذ على عاتقه تركيز هذه المهمة في نفوس الجهات التي يتحرك من أجلها ، إن ملتقانا يشمل بالإضافة للضيوف، الإدارات والمعاونين والأخوة والأخوات المشرفين أو المرشدين بعبارة أدق، وأنا اقرأ المرشد باسم الفاعل ولا اقرأه باسم المفعول، لكني سأتطرق إلى اسم المفعول، أي أقرأ المرشد الأساتذة، وأقرأ المُرشَد الذي هو يفترض الجهات الأخرى الموجه عمل المرشد لأجلها، لكنني سأوفر لنفسي مساحة أتحدث عن المرشد باسم الفاعل والمرشد الذي هو نفسه يكون باسم المفعول، وكل إنسان يريد أن يتصدى للإرشاد مهما كان عنوان الإرشاد سواء كان دينيًا أو تعليميًّا أو تربويًّا أو إرشاديًا في تقسيمات والقضية الدينية وحتى إرشاد الحج مثلا بتبليغ الأحكام الشرعية، لابد أن تتوفر مجموعة العناصر فيه حتى لهذه المهمة.